El-Habbal, A., Elsharbatly, S., Eltorky, M., Sakr, I. (2014). مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية. Journal of the Advances in Agricultural Researches, 19(2), 393-408. doi: 10.21608/jalexu.2014.160289
Abo Zaid Mohamed El-Habbal; Souzan Ibrahim Elsharbatly; Mahmoud Mohamd Eltorky; Islam Ibrahim Sakr. "مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية". Journal of the Advances in Agricultural Researches, 19, 2, 2014, 393-408. doi: 10.21608/jalexu.2014.160289
El-Habbal, A., Elsharbatly, S., Eltorky, M., Sakr, I. (2014). 'مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية', Journal of the Advances in Agricultural Researches, 19(2), pp. 393-408. doi: 10.21608/jalexu.2014.160289
El-Habbal, A., Elsharbatly, S., Eltorky, M., Sakr, I. مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية. Journal of the Advances in Agricultural Researches, 2014; 19(2): 393-408. doi: 10.21608/jalexu.2014.160289
مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية
1Agric. Economy Dep., Faculty of Agriculture- Saba Basha.
2Agric. Extension and Rural Development Research Institute- gricultural Research Center.
Abstract
إستهدفت هذه الدراسة بصفة رئيسية تحديد مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية من خلال التعرف على الخصائص الاقتصادية_ الاجتماعية، والاتصالية، والنفسية المميزة للزراع المبحوثين، و تحديد مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية، و دراسة العلاقات الارتباطية بين کل من مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع و بين کل من المتغيرات المستقلة التالية: التأهيل الأکاديمي، الخبرة في زراعة محصول القمح، متوسط إنتاج الفدان من محصول القمح، الوعي بمفهوم الإستدامة البيئية، المشارکة الإجتماعية، درجة القيادية، مصادر المعلومات الزراعية، الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، المستوى الطبقي الإجتماعي، دراسة العلاقات التأثيرية بين کل من المتغيرات المستقلة المدروسة وبين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع، بالإضافة إلى تحديد أهم المشکلات التي تواجه زراع محصول القمح المبحوثين بمنطقة الدراسة. تم تصميم إستمارة الإستبيان لجمع البيانات البحثية بالمقابلة الشخصية من (130) مزارعاً خريجاً، واستخدم في تحليل بيانات البحث معامل الإرتباط البسيط و التحليل الإنحداري المتعدد المتدرج الصاعد علاوة على استخدام التکرارات و النسب المئوية کأساليب إحصائية. و قد أوضحت أهم النتائج أن غالبية الزراع المبحوثين (84,62%) يقعون في فئتي الإدراک المتوسط و المرتفع لظاهرة التغيرات المناخية، و قد اتضح أن هناک متغيرين مستقلين يسهما بنسبة (13,6%) من التباين الممکن حدوثه في مستوى إدراک الزراع المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع وهما الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة و يؤثر بنسبة (9,8%)، و المستوى الطبقي الإجتماعي و يؤثر بنسبة (3,8%). وکان من أبرز المشکلات الأکثر تکراراً هي عدم وجود نظام تسويقي للقمح و المحاصيل الأخرى بالتعاقد قبل الزراعة و بالتالي عدم إنتظام الأسعار وإستغلال التجار وذکرها (54,7%) من المبحوثين، يليها عدم إنتظام نوبات الري مما يحدث تعطيش أثناء فترات نمو النبات و بالتالي إنخفاض الإنتاج و قد ذکرها (53,1%) من المبحوثين.
تواجه مصر مخاطر متعددة کنتيجة لتغير المناخ حيث من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة وتغير تدفق نهر النيل وارتفاع مستوى سطح البحر مما يؤدى إلى خفض کمية المياه التى تصل مصر من النيل، وفقدان مساحة من الأراضى الزراعية والمناطق المأهولة بالسکان بالمناطق الشمالية من البلاد، مما قد يؤثر بالسلب على الاقتصاد والصحة والبيئة في مصر بصفة عامة، ويرتبط التکيف مع آثار تغير المناخ بخيارات ومسارات التنمية بمصر، ومن هنا يتضح أنه من الأهمية بمکان بالنسبة لمصر أن تعمل على رفع مستوى تفهمها للمخاطر المتوقعة من تغير المناخ ووضع الآليات المناسبة للحد من الآثار الناتجة (الجنزوري، 2012: ص2).
ويعتبر المجال الزراعي والمجتمعات الريفية من أکثر المجالات والمجتمعات تأثرا بالتغيرات المناخية من حيث تأثر المحاصيل المنزرعة والإنتاج الحيواني وانتشار الحشرات والحشائش والأمراض النباتية من ناحية وعلاوة على ذلک وجود مشاکل مجتمعية مثل انتشار الأمراض التي تصيب الانسان وظهور مشکلة الهجرة من المناطق المتأثرة إلى المناطق الأقل تأثراً من ناحية أخرى، حيث يتوقع الخبراء انخفاض انتاج کلٌ من الطماطم، دوار الشمس، الذرة، القمح، الشعير، الأرز بنسبة 51%، 29%، 19%، 15%، 18%، 11%على الترتيب، وذلک في ظل ارتفاع درجات الحرارة المتزايد، ومن جانب آخر التزايد في الاستهلاک المائي لتلک المحاصيل الهامة .(Eid and Ouda, 2006: p3)
وتعد مصر من أوائل الدول العربية المشارکة في الجهود التعاونية العالمية لمواجهة التغيرات المناخية وآثارها منذ عام 1992 ثم تصديقها على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية في عام 1994، The United Nations Framework Convention on Climate Change (UNFCCC)،وبالتالي تحملت مصر مسئولياتها العالمية نحو مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية وعمل الاجراءات اللازمة للتخفيف من آثار تلک الظاهرة والتکيف معها زراعياً وصحياً وبيئياً (Agrawala et al., 2004: p.17).
وبالرغم من أن إنتاج مصر عالمياً من انبعاثات غازات الإحتباس الحراري المتسببه في التغير المناخي أقل من 1% الا أن مصر تعاني من ضعف شديد في کل من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وتعتبر قطاعات الزراعة والموارد المائية والأمن الغذائي والسواحل البحرية والسياحة والصحة من أکثر القطاعات ضعفاً وتأثراً بالتغيرات المناخية (UNFCCC, 2010: P.69). وتتمثل التحديات التي قد تنتج عن التغيرات المناخية في مصر طبقاً لتقارير الهيئة الحکومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية في ارتفاع مستوى سطح البحر، ونقص موارد المياه، ونقص الإنتاج الزراعي وإختفاء بعض أنواع المحاصيل، کما ستتأثر المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط في شمال الدلتا من جراء إرتفاع سطح البحر وسيتسبب في غرق بعض المساحات وتمليح البعض الآخر وإنخفاض الأمطار مما قد يترتب عليه أن تقل واردات نهر النيل من هذه الأمطار بنسبة 70% (عيسوي، 2012 ص:1380).
وما يؤکده خبراء المناخ في مصر أن التغيرات المناخية ستؤثر سلباً على إنتاج الغذاء في مصر عموماً وعلى القمح بصفة خاصة حيث أن زيادة درجة الحرارة الجوية بمقدار 2 درجة مئوية فقط تؤدي إلى إنخفاض انتاج القمح بنسبة 15%، (UNFCCC, 2010:P.77) ويؤدي إلى زيادة احتياجات القمح إلى مياه الري بنسبة 2.5% Abou Hadid, 2010:P.23))، وعند زيادة درجة الحرارة الجوية بمقدار 4 درجة مئوية سينخفض انتاج القمح بنسبة 36% (UNFCCC, 2010:P.77). وهناک تغيرات ملموسة في إنتاج القمح في الآونة الأخيرة نتيجة الإرتفاع المفاجيء لدرجات الحرارة دون وجود أي استعدادات لمواجهة تلک التغيرات الجوية من قبل الزراع عموماً وزراع القمح خصوصاً مما أدى إلى انخفاض في انتاجية القمح للفدان على مستوى مصر في عام 2010 لتصل إلى 15,92 أردب/فدان مقارنة بعام 2009 حيث کانت الإنتاجية للفدان 18,06 أردب/فدان وقد زادت تلک الانتاجية لتصبح 18,30 أردب/فدان في عام 2011 ( قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة، 2013).
ويقسم خبراء أبحاث المناخ والتغيرات المناخية أبعاد ظاهرة التغيرات المناخية إلى بعدين رئيسيين هما: الارتفاع في متوسطات درجات الحرارة، والتغير في معدلات سقوط الأمطار وبالتالي فإن آثار تلک الظاهرة قد امتدت إلى انخفاض الإنتاجية لبعض المحاصيل عموماً و لمحصول القمح على وجه الخصوص، فمن خلال متوسطات درجات الحرارة المرصودة بمنطقة النوبارية اتضح أن موعد زراعة القمح في شهر نوفمبر عام 2009 ارتفعت متوسطات درجات الحرارة لتصل إلى 27,9 درجة مئوية بدلا من 25 درجة مئوية کعادتها في هذا التوقيت وکانت هي الزيادة الکبيرة والمفاجئة واستمرت تلک الزيادة عما هو معتاد خلال مراحل نمو محصول القمح لتصل إلى 20,3، 22,1، 23,1، 24,9، 27,2 درجة مئوية خلال أشهر يناير وفبراير ومارس وأبريل ومايو على الترتيب وذلک بزيادات قدرها 1,5 إلى 3 درجات مئوية عن المعتاد في نفس تلک الفترات (المعمل المرکزي للمناخ، 2013)، مما أثر على انتاجية القمح بمنطقة النوبارية حيث انخفض متوسط انتاج الفدان من القمح في منطقة النوبارية ليصل إلى 13,34 أردب /فدان في عام 2010 بينما کان متوسط انتاج الفدان من القمح بمنطقة النوبارية 16,38 أردب/فدان في عام 2009 أي بإنخفاض قدره 3,04 أردب/فدان (قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة، 2013).
ويستطيع الإرشاد الزراعي بإعتباره عملية تعليمية تستهدف إحداث تغييرات سلوکية في معارف ومهارات واتجاهات الزراع والوقوف على مستوى إدراک الزراع لظاهرة التغيرات المناخية ومعرفة أبعادها التأثيرية المختلفة وبالتالي القيام بدور فعال وحيوي وذلک بتوعية الزراع بخطورة التغيرات المناخية وتأثيرها على النشاط الزراعي والبيئي، هذا بالإضافة إلى إقناعهم بالممارسات والأساليب الزراعية الجديدة في مجال زراعة القمح والتي من شأنها أن تحدث تکيفاً مع التغيرات المناخية ولمواجهة آثارها المدمرة من حيث الإنتاج وصيانة التربة الزراعية والحفاظ على البيئة الزراعية واستدامتها، الأمر الذي سوف يساهم في وضع برامج إرشادية مستقبلية تقابل احتياجات تلک الفئة من الزراع المبحوثين ولتعميم الفائدة على مستوى الدولة بعد إجراء الأبحاث اللازمة لحصر أوجه القصور والإحتياج لدى الزراع وبالتالي توجيه المزارع المصري لسرعة التکيف مع آثار التغيرات المناخية للحفاظ على الثروة الزراعية في مصر وللحفاظ على استمرار المزارع نفسه في نشاطه الزراعي وفي إدارته لعجلة الإنتاج الزراعي المصري مما ينعکس على الإقتصاد القومي المصري کله.
أهداف الدراسة
تستهدف هذه الدراسة بصفة أساسية تحديد مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية، ويمکن تحقيق هذا الهدف من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية:
2- تحديد مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية.
3- دراسة العلاقات الإرتباطية بين کل من المتغيرات المستقلة المدروسة وبين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع.
4- دراسة العلاقات التأثيرية بين کل من المتغيرات المستقلة المدروسة وبين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع.
5- تحديد أهم المشکلات التي تواجه زراع محصول القمح المبحوثين بمنطقة الدراسة.
الفروض البحثية
يمکن صياغة فروض هذه الدراسة وبشکل يرتبط بالأهداف الموضوعة علي النحو التالي:
الفرض الأول:
توجد علاقة إرتباطية بين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع وبين کل من التغيرات المستقلة التالية: التأهيل الأکاديمي، والخبرة في زراعة محصول القمح، ومتوسط إنتاج الفدان من محصول القمح، والوعي بمفهوم الإستدامة البيئية، والمشارکة الإجتماعية، ودرجة القيادية، والإستفادة من مصادر المعلومات الزراعية، والرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، والمستوى الطبقي الإجتماعي. ويتم اختبار هذا الفرض في صورته الصفرية (فرض العدم) التالية:
"لا توجد علاقة إرتباطية بين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع وبين کل من المتغيرات المستقلة التسعة المدروسة السابق ذکرها کلاً على حده".
الفرض الثاني:
يتأثر مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع جزئياً بکل من المتغيرات المستقلة التالية مجتمعة وهي: التأهيل الأکاديمي، والخبرة في زراعة محصول القمح، ومتوسط إنتاج الفدان من محصول القمح، والوعي بمفهوم الإستدامة البيئية، والمشارکة الإجتماعية، ودرجة القيادية، والإستفادة من مصادر المعلومات الزراعية، والرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، والمستوى الطبقي الإجتماعي.
ويختبر هذا الفرض في صورته الصفرية التالية " لا يتأثر مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع بالمتغيرات المستقلة التسعة المدروسة مجتمعة.
الأسلوب البحثي
الشاملة والعينة:
تمثلت شاملة هذا البحث في 433 مزارعاً خريجاً موزعين في ثلاث قرى تعد من أکبر قرى منطقة بنجر السکر من حيث المساحة المنزرعة بمحصول القمح سنوياً وهي قرية سيدنا إسحاق و بها (103) مزارعاً خريجاً، وقرية سيدنا أيوب وبها (136) مزارعاً خريجاً، و قرية سيدنا إسماعيل وبها (194) مزارعاً خريجاً، وقد أُخذت عينة عشوائية بسيطة من شاملة الدراسة بنسبة (30%)، و بالتالي بلغت عينة الدراسة 130 مزارعاً. وقد تم تحديد العينة من کل قرية بنفس النسبة فکانت موزعة کما يلي: 31 مزارعاً في قرية سيدنا إسحاق، و41 مزارعاً في قرية سيدنا أيوب، و58 مزارعاً في قرية سيدنا إسماعيل، وقد تم إستيفاء البيانات منهم جميعاً.
أسلوب تجميع البيانات البحثية:
إعتُمد على الاستبيان بالمقابلة الشخصية کأداه لتجميع البيانات الأولية اللازمة لهذه الدراسة وقد روعي فيه جميع القواعد المنهجية المتصلة بشکل الاستمارة ونوعية وصياغة الأسئلة والتي تتفق مع نوعية المبحوثين، کما رُوعي فيها ترابط محتوياتها وتسلسل أسئلتها تسلسلاً منطقياً ، وتم الإستعانة عند إعداد الإستمارة الإستبيانية بما ورد في الکثير من النشرات الإرشادية الزراعية والأبحاث والمؤلفات العلمية المتصلة بموضوع البحث علاوة علي الإستعانة بالخبراء والمتخصصين في مجالات المناخ الزراعي والتغيرات المناخية بالمعمل المرکزي للمناخ وزراعة وإنتاج محصول القمح ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمرکز البحوث الزراعية وعُرض الإستبيان عليهم لإبداء آرائهم، وبعد إعداد الاستبيان تم اختباره مبدئياً الأمر الذى استتبعه ادخال بعض التعديلات سواء بحذف أو إضافة أو تعديل صياغة بعض الأسئلة أو تعديل الترتيب للبعض الآخر منها ، وقد انطوت استمارة الاستبيان علي ثلاثة أقسام رئيسية اختص أولها بالأسئلة المتعلقة بالخصائص الإقتصادية- الإجتماعية والإتصالية والنفسية للمبحوثين ، أما القسم الثاني فقد اختص بالأسئلة المتعلقة بقياس مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية، وتناول القسم الثالث أهم المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين خلال نشاطهم الزراعي بصفة عامة وفي مجال زراعة القمح على وجه الخصوص.
أسلوب تحليل البيانات البحثية:
تم تحويل المتغيرات البحثية إلى صورة کمية بإعطائها قيم رقمية مناسبة لتسهيل عمليات التحليل الإحصائي لبعض المتغيرات المستقلة المدروسة مثل: الوعي بمفهوم الإستدامة البيئية، والمشارکة الإجتماعية ، ودرجة القيادية، ومصادر المعلومات الزراعية، والرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، والمستوى الطبقي الإجتماعي، تم بعدها تفريغ وتبويب البيانات الصحيحة وتجميعها وجدولتها بجداول التوزيع التکراري البسيط ، کما تم الإستعانة في تحليل البيانات بالطرق الإحصائية الآتية: النسبة المئوية Percentage Distribution ، والجداول التکرارية Frequency Tables ، والمتوسط الحسابي Arithmetic Mean ، والإنحراف المعياري Standard Deviation ، وذلک لإظهار التباين بين الزراع المبحوثين ، کما استخدم للتحقق من صدق الفروض البحثية کل من معامل الإرتباط البسيط Correlation Coefficient لبيرسون لدراسة العلاقات بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع ، ثم تقدير العلاقة الإنحدارية Regression وذلک لدراسة نسب مساهمة المتغيرات المستقلة في التباين الکلي الحادث في المتغير التابع وذلک بإستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الإجتماعية SPSS.
التعريفات الإجرائية وقياس المتغيرات البحثية
أولاً: المتغير التابع
ويتمثل في مستوى إدراک زراع محصول القمح لظاهرة التغيرات المناخية ببعض قرى منطقة بنجر السکر بالأراضي الجديدة بمنطقة النوبارية: ويقصد به في هذه الدراسة مدى إمکانية تعرف المبحوث على ظاهرة التغيرات المناخية ودلائل وجودها وإحساسه بجوانب تلک الظاهرة وبالتالي التعرف على بعض آثارها من ناحية وأيضاً التعرف على إدراکه لمدى تأثير ممارسته المزرعية على تفاقم المشکلات الناتجة من ظاهرة التغيرات المناخية الضارة من ناحية أخرى وبالتالي قياس قدرة المزارع على الإلمام بأبعاد مشکلة التغيرات المناخية من عدمه وذلک من خلال عشر عبارات بعضها إيجابي والآخر سلبي فيحصل على ثلاث درجات في حالة موافق، ودرجتين في حالة لحد ما، ودرجة واحدة في حالة لا أوافق وذلک بالنسبة للعبارات الإيجابية والعکس صحيح مع العبارات السلبية.
ثانياً: المتغيرات المستقلة
1- التأهيل الأکاديمي: ويقصد به التأهيل الأکاديمي التخصصي للخريج المبحوث، وقد أُعطيت درجات معيارية تعبر عن هذا التأهيل: مؤهل عالِ زراعي أربع درجات، ومؤهل متوسط زراعي ثلاث درجات، ومؤهل عالِ غير زراعي درجتان، ومؤهل متوسط غير زراعي درجة واحدة، (حافظ وحمادة، 1998:ص855).
2- الخبرة في زراعة محصول القمح: ويقصد بها في هذه الدراسة عدد السنوات التي مارس فيها المبحوث زراعة محصول القمح منذ ممارسته لمهنة الزراعة بشکل مستقل معبراً عن ذلک بعدد السنوات.
3-متوسط إنتاج الفدان من محصول القمح: ويقصد به في هذه الدراسة متوسط إنتاج الفدان من محصول القمح لآخر ثلاثة مواسم زراعية سابقة مقدرة کمياً بالأردب ومقربة لأقرب رقم صحيح.
4- الوعي بمفهوم الإستدامة البيئية: ويقصد به في هذه الدراسة الإلمام المعرفي والتطبيقي لمفهوم الإستدامة البيئية ووسائل الحفاظ على البيئة من التلوث وحفظها للأجيال المقبلة في صورتها الإنتاجية دون حدوث خلل فيها، وذلک من خلال 18 عبارة مرتبطة بمعارف وممارسات المزارع وإلمامه بمفهوم الإستدامة البيئية، وبعض تلک العبارات إيجابي والبعض الآخر سلبي فيحصل على ثلاث درجات في حالة موافق، ودرجتين في حالة لحد ما، ودرجة واحدة في حالة غير موافق وذلک بالنسبة للعبارات الإيجابية والعکس صحيح مع العبارات السلبية.
5-المشارکة الإجتماعية: ويقصد بها في هذه الدراسة درجة إسهام المبحوث وعضويته بالمنظمات الرسمية والأهلية الإقتصادية أو الإجتماعية أو السياسية القائمة بالمجتمع، ونوع هذه العضوية من حيث کونه عضو إداري أو عضو عادي، وکذا درجة إسهامه في أنشطتها المختلفة بالإضافة إلى مدى الإستفادة من هذه المنظمات من حيث کونها إستفادة کبيرة أو متوسطة أو صغيرة أو منعدمة، ويتم التعبير عنها بقيمة رقمية وذلک بإعطاء المبحوث درجتين في حالة نعم يشارک في المنظمات الريفية ودرجة واحدة في حالة لا يشارک، ويتم إعطاء درجتان في حالة عضو إداري أو درجة واحدة في حالة عضو عادي، کما يعطى ثلاث درجات في حالة المساهمة بشکل دائما في أنشطتها ودرجتين في حالة المساهمة أحياناً، ودرجة واحدة في حالة نادراً، وصفر في حالة عدم المشارکة، بالإضافة إلى مدى الإستفادة ويعطى ثلاث درجات في حالة شعوره بإستفادة کبيرة، ودرجتين في حالة المتوسطة، ودرجة واحدة في حالة الإستفادة الصغيرة، وصفر في حالة إنعدام الإستفادة.
6- درجة القيادية: ويقصد بها في هذه الدراسة الوقوف على درجة قيادية المبحوث من حيث مساهمته في مشروعات الجهود الذاتيه بالقرية وفي مساهمته في الأنشطة والبرامج التدريبية الإرشادية وکذا مدى لجوء الجيران إليه ومدى مشارکته مع الزراع في کافة العلاقات والمناسبات الإجتماعية، ويتم التعبير عن درجة القيادية بإعطاء ثلاث درجات في حالة مشارکته الدائمة، ودرجتين في حالة مشارکته أحياناً، ودرجة واحدة في حالة مشارکته نادراً، وصفر في حالة عدم المشارکة.
7- مصادر المعلومات الزراعية: ويقصد بها في هذه الدراسة المصادر التي يلجأ إليها المبحوث للحصول على المعلومات الزراعية المرتبطة بأيٍ من المجالات الزراعية عموماً أو المعلومات الخاصة بالطقس والمناخ على وجه الخصوص، ويتم التعبير عنها بواسطة بعض العبارات التي تحدد مدى الإستفادة من تلک المصادر ويعطى ثلاث درجات في حالة الإستفادة الکبيرة ودرجتين في حالة الإستفادة المتوسطة، ودرجة واحدة في حالة الإستفادة الصغيرة، وصفر في حالة إنعدام الإستفادة.
8- الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة: ويقصد به في هذه الدراسة المشاعر التي يبديها المبحوث نحو العمل الإرشادي من حيث مدى شعوره بالفائدة الملموسة للجهود الإرشادية المبذولة بالقرية وکذا مشارکته في أنشطتها المختلفة والتي تعکس مدى تقبله ورضائه عما يقدمه الإرشاد من خدمات له ولأقرانه بالقرية، وتم التعبير عنه بقيمة رقمية من خلال إجابة المبحوث على ثلاث عشرة عبارة ويحصل على ثلاث درجات في حالة الموافقة، ودرجتين في حالة لحد ما، ودرجة في حالة عدم الموافقة وذلک بالنسبة للعبارات الإيجابية، والعکس صحيح بالنسبة للعبارات السلبية.
9- المستوى الطبقي الإجتماعي: ويقصد به في هذه الدراسة الوقوف على تمييز الزراع وتقسيمهم إلى فئات طبقية إجتماعية معينة وفقاً لقياس إلمام المزارع للمعارف العامة والمعلومات المتعلقة بالزراعة وأيضاً المعارف والثقافة العامة والمرتبطة ببعض قضايا المجتمع من ناحية وأيضاً الوقوف على السمات الشخصية الظاهرية للمبحوث من حيث مظهره ولباقته وقدرته على فهم الحديث ووضوح حديثه وفرض وجهة نظره على الحاضرين، وتم التعبير عن هذا المتغير بقيم رقمية من خلال إعطاء درجة واحده على کل معلومة صحيحة يجيبها المزارع وذلک في الإلمام بالمعارف الزراعية والإلمام بالمعارف المتعلقة ببعض قضايا المجتمع، أما بالنسبة للسمات الشخصية الظاهرية للمبحوث فيعطى المبحوث ثلاث درجات في حالة السمة الجيدة ودرجتان في حالة السمة العادية، و درجة واحدة في حالة ضعف السمة الشخصية.
النتائج البحثية ومناقشتها
أولاً: التعرف على مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية
تشير النتائج البحثية إلى أن القيم الرقمية المشاهدة والمعبرة عن إدراک ظاهرة التغيرات المناخية للزراع المبحوثين قد تراوحت ما بين (18 - 30) درجة، وبلغت قيمة المتوسط الحسابي لها (24,45) درجة، الإنحراف المعياري (2,78) درجة، وبلغت نسبة من تجاوز مستوى إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية هذا المتوسط (45,38%)، وقد بلغت نسبة من تتراوح درجات إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية بين ( 18 – 22) درجة (15,38%)، و نسبة من تتراوح درجات إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية بين (22 – 26) درجة (50%)، في حين بلغت نسبة من تتراوح درجات إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية بين ( 26 – 30) درجة (34,62%) من المجموع الکلي للزراع المبحوثين، جدول رقم (1).
جدول رقم (1): توزيع الزراع المبحوثين وفقاً لدرجات إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية
فئات إدراک ظاهرة التغيرات
المناخية
(درجة)
العدد
%
مستوى منخفض (18 – 22)
مستوى متوسط (22 – 26)
مستوى مرتفع (26 – 30)
20
65
45
15,38
50,00
34,62
المجموع
130
100
يتضح مما سبق أن غالبية الزراع المبحوثين (84,62%) يقعون في فئتي الإدراک المتوسط والمرتفع لظاهرة التغيرات المناخية وهذا يعکس مدى إلمام الزراع المبحوثين بالظواهر المناخية ومتابعتهم وإدراکهم لها ومدى إستشعارهم بوجود تغيرات مناخية مؤثرة على نشاطهم الزراعي مما يؤکد على دور الإرشاد الزراعي في العمل على مساعدة الزراع على زيادة إدراکهم بالقضايا المناخية والبيئية والتي تنعکس على إنتاجهم وبيئتهم وحياتهم.
ثانياً: الخصائص المميزة للزراع المبحوثين:
وتشمل الخصائص الاقتصادية-الاجتماعية، والاتصالية، والنفسية للزراع المبحوثين و المتمثلة في: السن، التأهيل الأکاديمي، الخبرة في زراعة محصول القمح، متوسط إنتاج الفدان من محصول القمح، الوعي بمفهوم الإستدامة البيئية، المشارکة الإجتماعية، درجة القيادية، مصادر المعلومات الزراعية، الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، المستوى الطبقي الإجتماعي، جدول رقم (2).
جدول رقم (2): توزيع الزراع المبحوثين وفقاً للخصائص المميزة لهم
الصفة
عدد
%
الصفة
عدد
%
1- التأهيل الأکاديمي:
مؤهل متوسط زراعي
مؤهل جامعي زراعي
مؤهل متوسط غير زراعي
مؤهل جامعي غير زراعي
9
54
1
66
6,9
41,5
0,8
50,8
6- فئات درجة القيادية:
منخفض (8 - 14)
متوسط (14 - 20)
مرتفع (20 - 25)
10
78
42
7,69
60
32,31
2- الخبرة في زراعة محصول القمح:
منخفضة (10 – 18)
متوسطة (18 – 27)
مرتفعة (27 – 36)
27
99
4
20,77
76,15
3,08
7- فئات مصادر المعلومات الزراعية:
منخفض (13 - 20)
متوسط (20 - 27)
مرتفع (27 - 34)
40
73
17
30,77
56,15
13,08
3- متوسط إنتاج الفدان من محصول القمح:
منخفض (11 - 14)
متوسط (14 - 17)
مرتفع (17 - 20)
17
65
48
13,07
50
36,93
8- فئات الرضاعن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة:
منخفض (16 - 24)
متوسط (24 - 32)
مرتفع (32 - 40)
28
57
45
21,54
43,85
34,61
4- فئات الوعي بمفهوم الإستدامة البيئية:
منخفض (39 - 43)
متوسط (43 - 47)
مرتفع (47 – 52)
19
64
47
14,62
49,23
36,15
9- فئات المستوى الطبقي الإجتماعي:
منخفض (22 - 30)
متوسط (30 - 38)
مرتفع (38 - 48)
28
96
6
21,54
73,85
4,61
5- فئات المشارکة الإجتماعية:
منخفضة (3 - 14)
متوسطة (14 - 25)
مرتفعة (25 - 36)
48
69
13
36,92
53,08
10
يتضح من الجدول السابق أن غالبية الزراع المبحوثين ذوي مؤهلات عليا بنسبة (92,3%) مما يعکس مستوى التعليم المرتفع لغالبية الزراع بينما کان قرابة نصف الزراع المحبوثين مجال دراستهم الأکاديمية هو مجال الزراعة بنسبة (48,4%) مما يعکس إرتفاع حصيلتهم العلمية الزراعية مما يساهم في زيادة إدراکهم للقضايا البيئية بصفة عامة وبظاهرة التغيرات المناخية بصفة خاصة، بالإضافة إلى ذلک يبرز أيضاً إرتفاع خبرة معظم الزراع المبحوثين في زراعة القمح، و يتضح أيضاً أن ما يقرب من ثلثي الزراع المبحوثين يقعون في فئتي منخفضى ومتوسطي الإنتاج لمحصول القمح، مما يعکس ذلک أن هناک فرصاً لزيادة إنتاجية الفدان من القمح لدي الزراع المبحوثين الذين يقعون في فئتي منخفضي ومتوسطي الإنتاج ليقترب من متوسطات أقرانهم بالإضافة إلى المتوسطات العالمية، وبالإضافة إلى ذلک يتضح أن غالبية الزراع المبحوثين (85,4%) يقعون في فئتي الوعي بمفهوم الإستدامة البيئية المرتفعة والمتوسطة مما يعکس إرتفاع وعي وإدراک الزراع المبحوثين بأهمية البيئة وأهمية صيانتها، ويتبين أيضاً أن ما يقرب من ثلثي الزراع المبحوثين (63,08%) يقعون في فئتي المشارکة الإجتماعية المرتفعة والمتوسطة، ويتضح أيضاً أن غالبية الزراع المبحوثين (92,31%) يقعون في فئتي درجة القيادية المرتفعة والمتوسطة مما ينعکس على الدور القيادي لمعظم الزراع وسط مجتمعهم وبين أقرانهم وجيرانهم وأن لهم دور إجتماعي في التواصل مع أقرانهم من خلال جهودهم الذاتيه وأن لهم دور المبادرة في المشارکة في إنجاح الأنشطة الإرشادية وبالتالي تنامي إدراکهم للقضايا المعاصرة وعلى رأسها ظاهرة التغيرات المناخية، ويتضح أيضاً من الجدول أن غالبية الزراع المبحوثين (78,46%) يقعون في فئتي درجة الرضاء المرتفع و المتوسط عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، مما يعکس إتصال الزراع المبحوثين بجهاز الإرشاد بمنطقتهم ورضائهم عن الأنشطة والخدمات الإرشادية التي يقدمها الجهاز الإرشادي بالمنطقة مما ينعکس ذلک على تزايد إدراک الزراع المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية، وأخيراً يتبين من جدول رقم (2) أن غالبية الزراع المبحوثين (73,85%) يقعون في فئة درجة المستوى الطبقي الإجتماعي المتوسط، حيث أن المستوى الطبقي الإجتماعي للمبحوث کلما کان أعلى کلما کان محط إهتمام أقرانه من الزراع وأن المستوى الطبقي المتوسط يجعلهم في مستوى يحفزهم على الإتصال بالمختصين والمسئولين وأيضاً بذوي المستوى الطبقي المرتفع للإستفادة منهم ومن خبراتهم واطلاعهم على کل ما هو جديد وبالتالي يرتفع مستوى إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية.
ثالثاً:العلاقات الإرتباطية بين کل من المتغيرات المستقلة المدروسة وبين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع
إستخدم معامل الإرتباط البسيط لبيرسون لإستجلاء طبيعة العلاقات القائمة بين المتغيرات المستقلة المدروسة وبين المتغير التابع فتبين وجود علاقة إرتباطية طردية معنوية عند المستوى الإحتمالي (0,01) بين الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة کمتغير مستقل ومستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع حيث بلغت قيمة معامل الإرتباط البسيط بينهما (0,313). بينما اتضح وجود علاقة إرتباطية طردية معنوية عند المستوى الإحتمالي (0,05) بين کل من المشارکة الإجتماعية، والإستفادة من مصادر المعلومات الزراعية، والمستوى الطبقي الإجتماعي کمتغيرات مستقلة وبين مستوى إدراک زراع محصول القمح المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية حيث بلغت قيمة معاملات الإرتباط البسيط على الترتيب (0,179)، (0,186)، (0,160) وبالتالي يُقبل الفرض البحثي ويرفض فرض العدم. بينما اتضح عدم وجود علاقة إرتباطية معنوية بين التأهيل الأکاديمي، والخبرة في زراعة محصول القمح، ومتوسط إنتاج الفدان من محصول القمح، والوعي بمفهوم الإستدامة البيئية، ودرجة القيادية کمتغيرات مستقلة والمتغير التابع وبالتالي يُقبل فرض العدم ويرفض الفرض البحثي.
جدول رقم (3): العلاقات الإرتباطية بين المتغيرات المستقلة المدروسة وبين مستوى
* معنوي عند مستوى احتمالي (0,05) ** معنوى عند مستوى احتمالي (0,01) ns غير معنوي
وعلى ضوء التحليل الإحصائي السابق يمکن تفسير العلاقات الإرتباطية البسيطة على النحو التالي:
1- قيام علاقة إرتباطية طردية معنوية عند مستوى احتمالي (0,01) بين الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة وبين المتغير التابع وهذا يرجع إلى أن الرضاء لا يتأتى إلا إذا شعر المبحوث بعوائد إيجابية نتيجة إتصاله بالمرشد الزراعي بقريته وأن هذا الإتصال ينجم عنه إکتسابه لمعارف وتوصيات فنية من ضمنها إلمامه بالقضايا المناخية وبالتالي زيادة إدراکه لظاهرة التغيرات المناخية.
2- قيام علاقة إرتباطية طردية معنوية عند مستوى احتمالي (0,05) بين المشارکة الإجتماعية کمتغير مستقل وبين المتغير التابع وقد يرجع ذلک إلى أنه کلما کان المبحوث أکثر مشارکة في المنظمات الرسمية وغير الرسمية فإن ذلک يسمح بتعرضه لمختلف مصادر المعرفة الزراعية والمناخية وهذا من شأنه أن يزيد من إدراکه لظاهرة التغيرات المناخية من خلال تبادل الخبرات التي يتعرض إليها.
3- قيام علاقة إرتباطية طردية معنوية عند مستوى احتمالي (0,05) بين الإستفادة من مصادر المعلومات الزراعية کمتغير مستقل وبين المتغير التابع وقد يرجع ذلک إلى أن إدراک ظاهرة التغيرات المناخية تأتي من شعور المزارع نفسه بالإضافة إلى رصد تلک الظاهرة عبر الزمن من خلال مصادر المعلومات الزراعية والمناخية المختلفة.
4- قيام علاقة إرتباطية طردية معنوية عند مستوى احتمالي (0,05) بين المستوى الطبقي الإجتماعي کمتغير مستقل وبين المتغير التابع، وقد يرجع ذلک إلى أنه من المتوقع أن الزراع المبحوثين ذوي المستوى الطبقي الإجتماعي المرتفع والمتوسط يکونون أکثر تحفزاً لمتابعة کل ما هو جديد ليحافظ على منزلته الثقافية والإجتماعية بين أقرانه من ذوي المستوى الطبقي الإجتماعي المنخفض کأحد المراجع التي يلجأون إليها وبالتالي إدراک ظاهرة التغيرات المناخية وکافة الظواهر البيئية والمناخية من خلال تعرضه للخبرات المختلفة وإطلاعه على کل ما هو جديد.
رابعاً: العلاقاتالتأثيرية بين کل من المتغيرات المستقلة والمتغير التابع بإستخدام أسلوب التسلسل المنطقي بالإضافة
في ضوء ما أسفرت عنه نتائج التحليل الارتباطي، وإستنادا إلى الشروط التي يجب مراعاتها في إختبار الدالة الإنحدارية – وجود علاقة ارتباطية معنوية بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع – وبإتباع أسلوب المنهج التراکمي أي إضافة المتغيرات المستقلة في العلاقة الدالية متغيراً بعد آخر ويسمي " أسلوب الخطوات أو التسلسل المنطقي بالإضافة" "Forward Selection Procedure Stepwise" والذي يتم من خلاله تحديد أکثر المتغيرات المستقلة من حيث تأثيرها في تفسير التباين الممکن حدوثه في المتغير التابع.
تشير النتائج الاحصائية والخاصة بالتحليل الإنحداري المتعدد الصاعد إلى أن کلاً من: الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة، والمستوى الطبقي الإجتماعي هما المتغيران المستقلان اللذان قُبلا في برنامج التحليل الاحصائي المصمم لإدخال جميع المتغيرات المستقلة في المعادلة الإنحدارية المتعددة على ألا يقل مستوى معنويتها عن (0,01) وقد فسر هذان المتغيران ما يقرب من (13,6%) من التباين الممکن حدوثه في مستوى إدراک الزراع المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع، جدول رقم (4).
جدول رقم (4): التحليل الانحداري المتعدد الصاعد بين مستوى إدراک الزراع المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية کمتغير تابع والمتغيرات المستقلة المدروسة
المتغيرات المستقلة
النسبة المئوية التراکمية للتباين المفسر للمتغير التابع (%)
النسبة المئوية للتباين المفسر للمتغير التابع
(%)
قيمة
( F)
مستوى المعنوية
الرضاء عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة
9,8
9,8
13,904
* * *
المستوى الطبقي الإجتماعي
13,6
3,8
9,985
* * *
معامل التحديد (R2) = 0,136* * * معنوية عند (0,001)
ويستدل مما تقدم على أن الرضا عن العمل الإرشادي الزراعي بالمنطقة متغير رئيسي يعکس مدى تأثير کسب ثقة الزراع المبحوثين تجاه جهاز الإرشاد الزراعي بالمنطقة مما يزيد من إدراک الزراع لظاهرة التغيرات المناخية من خلال إتصالهم بالمرشد الزراعي ومتابعة الرسائل الإرشادية التي يقدمها جهاز الإرشاد الزراعي بالمنطقة مما يؤکد على أهمية عمل الجهاز الإرشادي بمنطقة الدراسة على کسب ثقة الزراع لکسب رضاءهم عنه مما ينعکس ذلک على ادراکهم لکل ما هو جديد يتم نشره وبالتالي زيادة إدراکهم لظاهرة التغيرات المناخية وبالتالي زيادة الإستعداد لها ومتابعة وسائل التکيف والأقلمة زراعياً معها، وبالإضافة إلى ذلک نجد أن متغير المستوى الطبقي الإجتماعي يؤثر أيضاً في زيادة مستوى إدراک الزراع المبحوثين لظاهرة التغيرات المناخية حيث أن الوضع الإجتماعي للفرد يفرض عليه الإطلاع ومتابعة کل ما هو جديد زراعياً وبيئياًُ ومناخياً ليحافظ على مکانته الإجتماعية بين أقرانه.
خامساً:أهم المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين فيما يرتبط بزراعة محصول القمح
لقد تم توجيه سؤال مباشر إلى الزراع المبحوثين ليتعرف منهم على أهم المشکلات التي تواجههم سعياً منه لکي يتعرف عليها المسئولين و متخذي القرار عن الزراعة بمنطقة الدراسة والعمل على حلها أو العمل على تقليل آثارها السلبية للزراع المبحوثين بصفة خاصة أو لزراع المنطقة بصفة عامة. وقد أسفرت النتائج عن وجود خمس عشرة مشکلة وهي المشکلات التي تکرر ذکرها من غالبية المبحوثين، جدول رقم (5).
جدول رقم (5) : توزيع المشکلات التي تواجه زراع محصول القمح المبحوثين وفقاً لأهميتها النسبية لديهم
م
المشکلات
التکرار ن=130
%
1
عدم وجود نظام تسويقي للقمح والمحاصيل الأخرى بالتعاقد قبل الزراعة وبالتالي عدم إنتظام الأسعار وإستغلال التجار.
71
54,7
2
عدم إنتظام نوبات الري مما يحدث تعطيش أثناء فترات نمو النبات وبالتالي إنخفاض الإنتاج.
69
53,1
3
عدم توافر الآلات الخاصة بالحصاد وإرتفاع تکلفتها.
66
50,8
4
التخزين السيء وعدم توافر صوامع جيدة وکافية.
62
47,7
5
إنتشار الأمراض الفطرية والصدأ والحشائش والقوارض.
57
43,9
6
عدم وجود أصناف جيدة لبذور القمح ذات إنتاجية عالية.
37
28,5
7
إرتفاع تکاليف مستلزمات الإنتاج وعدم توافرها بصورة جيدة وفعالة.
29
22,3
8
عدم توافر الأيدي العاملة الجيدة وإرتفاع تکلفتها.
18
13,9
9
تدني مستوى الإرشاد الزراعي بالمنطقة وعدم توافر الإرشادات الفنية والأصناف المناسبة.
17
13,1
10
عدم وجود صرف زراعي جيد.
9
7,0
11
عدم وجود نقل جيد للمحاصيل وبالتالي نقلها بصورة سيئة تزيد من الفاقد
6
4,7
12
عدم توحيد الأصناف المنزرعة بين المزارعين.
3
2,3
13
الظروف الجوية غير المستقرة وعدم الإستعداد لها.
3
2,3
14
عدم وجود رعاية صحية أو خدمات محلية.
1
0,8
15
تدهور الأصناف نتيجة تکرار زراعتها في المنطقة لمواسم عديدة.
1
0,8
يتضح من الجدول السابق أن من أبرز المشکلات الأکثر تکراراً لدى الزراع المبحوثين و التي إحتلت المراتب الخمس الأُول هي: عدم وجود نظام تسويقي للقمح والمحاصيل الأخرى بالتعاقد قبل الزراعة وبالتالي عدم إنتظام الأسعار وإستغلال التجار وذکرها (54,7%) من المبحوثين، يليها عدم إنتظام نوبات الري مما يحدث تعطيش أثناء فترات نمو النبات وبالتالي إنخفاض الإنتاج وقد ذکرها (53,1%) من المبحوثين، وقد جاء بعدها عدم توافر الآلات الخاصة بالحصاد وإرتفاع تکلفتها وقد ذکرها (50,8%) من المبحوثين، ويليها التخزين السيء وعدم توافر صوامع جيدة وکافية وقد ذکرها (47,7%) من المبحوثين، ثم جاء بعدها إنتشار الأمراض الفطرية والصدأ والحشائش والقوارض وقد ذکرها (43,9%).
References
المراجع العربية :
الجنزوري، أکرم. 2012. نحو إستراتيجية التکيف مع التغير المناخي لقطاع المياه في مصر. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. مکتب القاهرة.
عيسوي، جمال إسماعيل. 2012. معارف المرشدين الزراعيين في مجال التغير المناخي ببعض مراکز محافظة کفر الشيخ. المجلة المصرية للبحوث الزراعية، المجلد (90) العدد الثالث.
قطاع الشئون الاقتصادية. 2013. تقرير تقدير إنتاج محصول القمح. وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي - جمهورية مصر العربية.
المعمل المرکزي للمناخ. 2014. البيانات المناخية الشهرية لدرجات الحرارة والرطوبة النسبية الجوية في الفترة ما بين عام 2000- 2013 محافظات مصر. المعمل المرکزي للمناخ- مرکز البحوث الزراعية.
حافظ، مصطفى کمال و سعد أبوسيف حمادة. 1998. دراسة تنظيم إستغلال الموارد الأرضية المزرعية بين الزراع الخريجين بمنطقة بنجر السکر بالنوبارية. مجلة المنوفية للبحوث الزراعية، کلية الزراعة- جامعة المنوفية شبين الکوم، مجلد 23 العدد3.
المراجع الإنجليزية :
Eid, M., S. El-Marsafawy and S. Ouda. 2006. Assessing the Economic pacts of Climate Change on Agriculture in Egypt: A Ricardian Approach, the Center for Environmental Economics and Policy in Africa (CEEPA), University of Pretoria, paper No.16, PP.1-32.
Agrawala, S., A. Moehner, M. El Raey, D. Conway, M. Aalst, M. Hagenstad, and J. Smith 2004. Development and Climate Change in Egypt: Focus on Coastal Resources and the Nile, Organization for EconomicCooperation and Development (OECD), Paris, France.
UNFCCC (United Nations Framework Convention on Climate Change), 2010. Second national communication, Egyptian Environmental Affairs Agency, PP. i-128.
Abou-Hadid, A. F. 2010. Climate Changes and their Impact on the Agricultur Sector in Egypt and How to Face these Impacts, Agricultural Technical Bulletin, Ministry of Agriculture and Land Reclamation, Egypt, No.9, PP. 5-39